ثالثاً : التنويع في أساليب العرض :
أ/ الجمع بين أساليب التعلم الفردي والجماعي :
" في كثير من النصوص نقرأ : كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه ، وبينما كنا جلوساً مع النبيفهذا نموذج للتعليم الجماعي ، وأما التعليم الفردي فنماذجه كثيرة ، قال ابن مسعود رضي الله عنه " علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه " رواه البخاري ومسلم "
ب/ التطبيق العملي أمام المتعلمين :
روى البخاري ومسلم وغيرهم عن سهل بن سعد [ وفيه صلاة النبي على المنبر ] قال : " ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليها وكبر وهو عليها .. ثم ركع وهو عليها ، ثم نزل القهقري فسجد في أصل المنبر ثم عاد .. " .
جـ . التوضيح و التفصيل أثناء الشرح :
روى الترمذى عن عائشة رضي الله عنها قالت :"ما كان رسول الله يسرد كسردكم هذا ، ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل ، يحفظه من جلس إليه " (حسنه الألباني رحمه الله ).
د.استعمال الوسائل و الرسومات التوضيحية :
روى البخاري وأحمد وغيرهم عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : خط النبي خطا مربعا ، و خط خطاً في الوسط خارجاً منه فقال : هذا الإنسان وهذا أجله محيطا به – أو قد حاط به –وهذا الذي خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن اخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا ).
وروى الإمام احمد والدارمي وصححه الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : خط رسول الله خطا بيده ثم قال
هذا سبيل الله مستقيما ) وخط عن يمينه و شماله ثم قال : (هذه السبل ليس منها سبيلا إلا عليه شيطان يدعو إليه )ثم قرأ : " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "(الأنعام –153) وروى البخاري قوله " أنا وكافل اليتيم كهاتين "وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ".
هـ . أسلوب الإقناع العقلي :
روى احمد عن أبي أمامه قال : إن شابا أتى النبي فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فاقبل القوم فزجروه و قالوا :مه مه ! فقال :أدنه ، فدنا قريباً ، قال : فجلس قال أتحبه لأمك قال : لا والله جعلني الله فداءك …"، وما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً أتى النبيفقال : يا رسول الله ولد لي غلام أسود ، فقال : هل لك من إبل ؟ قال :نعم ، قال ما ألوانها ؟ قال : حمر ، قال : هل فيها من أورق ؟ قال : نعم ، قال : فأنى ذلك ؟ قال : نزعه عرق ؟ ، قال : فلعل ابنك هذا نزعة ؟.
و/ التعليم بأسلوب القصص :
وذلك ما رواه البخاري وأبو داود وأحمد أن خباب رضي الله عنه جاء إلى رسول الله يشكو أذى قريش وكان ذلك في أول الدعوة بمكة يقول خباب رضي الله عنه : شكونا إلى رسول الله ، وهو متوسد ببردة له في ضل الكعبة فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ، فقال : (( لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار ، فيوضع على رأســـه فيجعل نصفين ويمشط بأمشــاط من الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه … )) ، وهناك الكثير من القصص التعليمية كقصة الأبرص والأعرج والأعمى وقصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار ، وغيرها من لا يتسع المجال لسردها تدل على أهمية هذا الأسلوب في إيصال القيم والمفاهيم .
ز/ التعليم عن طريق ضرب الأمثال :
ما روي في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري عن النبي قـال : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجه طعمها طيب وريحها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها … " وغيرها الكثير من الأمثال في القرآن والسنة .
ح / توضيح المسائل عن طريق التعليل :
ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن قال : " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في إحدى جناحه داء وفي الآخر شفاء " وقد " عقد ابن القيم فصلاً في كتابة أعلام الموقعين ساق فيه بعض ما ورد في السنة من تعليل الأحكام " .