- حرية الانسان مقدسة كحياته سواء ، وهي الصفة الطبيعية الاولى التي بها يولد الانسان ، قال عليه الصلاة والسلام ( ما من مولود الا ويولد على الفطرة ) وهي مستصحبة ومستمرة ليس لأحد ان يعتدي عليها ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) ويجب توفير الضمانات الكافية لحماية حرية الافراد ولا يجوز تقييدها او الحد منها الا بسلطان الشريعة وبالاجراءات التي تقرها .
ب- لا يجوز لشعب ان يعتدي على حرية شعب آخر وللشعب المعتدى عليه ان يرد العدوان ويسترد حريته بكل السبل الممكنة ، قال سبحانه :{ ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل } ، ( آية 41 سورة الشورى) ، وعلى المجتمع الدولي مساندة كل شعب يجاهد من أجل حريته ويتحمل المسلمون في هذا واجبا لا ترخُّصَ فيه { الذين ان مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر } آية 41 سورة الحج .
[تحرير] 3- حق المساواة :
أ- الناس جميعا سواسية امام الشريعة ، قال صلى الله عليه وسلم ( لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على اسود ولا لأسود على احمر الا بالتقوى) ولا تمايز بين الافراد في تطبيقها عليهم ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ولا في حمايتها اياهم ، قال ابو بكر الصديق في خطبة توليه الخلافة
الا ان اضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق له واقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق منه ) .
ب- الناس كلهم في القيمة الانسانية سواء ( كلكم لآدم وآدم من تراب) وانما يتفاضلون بسبب عملهم ، قال سبحانه { ولكل درجات مما عملوا}،( آية 19 سورة الاحقاف )، ولا يجوز تعريض شخص لخطر او ضرر بأكثر مما يتعرض له غيره ، قال عليه الصلاة والسلام ( المسلمون تتكافأ دماؤهم ) وكل فكر وكل تشريع وكل وضع يسوّغ التفرقة بين الافراد على اساس الجنس او العرق او اللون او اللغة او الدين هو مصادرة مباشرة لهذا المبدأ العام .
ج- لكل فرد حق في الانتفاع بالموارد المادية للمجتمع من خلال فرصة عمل مكافئة لفرصة غيره { فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}( آية 15, سورة الملك )ولا يجوز التفرقة بين الافراد كما وكيفا { فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } ( الآيات 7، 8 سورة الزلزلة ) .
[تحرير] 4- حق العدالة :
أ- من حق كل فرد ان يتحاكم الى الشريعة وان يحاكم اليها دون سواها { فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول} آية 59 سورة النساء .
ب- من حق الفرد ان يدفع عن نفسه ما يلحقه من ظلم { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم}( آية 48، سورة النساء) ، ومن واجبه ان يدفع الظلم عن غيره بما يملك ، قال صلى الله عليه وسلم ( لينصر الرجل أخاه ظالما او مظلوما ان كان ظالما فلينهه ، وان كان مظلوما فلينصره ) ومن حق الفرد ان يلجأ الى سلطة شرعية تحميه وتنصفه وتدفع عنه ما لحقه من ضرر او ظلم ، وعلى الحاكم المسلم ان يقيم هذه السلطة ويوفر لها الضمانات الكفيلة بحيادتها واستقلالها ، قال صلى الله عليه وسلم ( انما الامام جُنّة يقاتل من وراءه ويحتمى به ) ، الجُنّة معناها وقاية وحماية .
ج- من حق الفرد ومن واجبه ان يدافع عن حق اي فرد آخر وعن حق الجماعة حسبة ، قال عليه الصلاة والسلام ( الا اخبركم بخير الشهداء ، الذي يأتي بشهادته قبل ان يُسألها ) أي يتطوع بها دون طلب من احد .
د- لا يجوز مصادرة حق الفرد في الدفاع عن نفسه تحت اي مسوّغ ، قال صلى الله عليه وسلم ( ان لصاحب الحق مقالا ) ، ( اذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فانه احرى ان يتبين لك القضاء ) .
هـ- ليس لأحد ان يلزم مسلما بأن يطيع امرا يخالف الشريعة ، وعلى الفرد المسلم ان يقول (لا) في وجه من يأمره بمعصية أيا كان الامر اذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ومن حقه على الجماعة ان تحمي رفضه تضامنا مع الفرد ، قال صلى الله عليه وسلم ( المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) {... والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون }.
تمّ الاسترجاع من "الجماعة